البيان الختامي لمؤتمر "جدلية العلاقة بين الفلك والفقه"
شرعية علم الفلك في تحديد المواقيت الشرعية
اختتمت مؤسسة الفكر الإسلامي المعاصر مؤتمرها حول " جدلية العلاقة بين الفقه والفلك " الذي عقد قي أجواء الولادة المباركة للرسول الأكرم محمد(ص) برعاية سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله، وحضره علماء وخبراء من مختلف أقطار العالم الاسلامي وشارك فيه عدد كبير من المتخصصين في علمي الفقه والفلك، وتم في خلاله عرض الرؤى والتصورات المتنوعة التي تناولت في العمق الإشكالية الفقهية ـ الفلكية بجدية وموضوعية، كون الموضوع يُعد من المسائل الشائكة التي لا يزال الجدل حولها قائماً بين فقهاء العالم الإسلامي.وكان تحدث في جلسة الافتتاح كلا من مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار ونائب مفتي سلطنة عمان الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي وكلمة راعي الحفل القاها نجل العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله السيد علي فضل الله ومدير المؤسسة الدكتور نجيب نور الدين واستمرت الجلسات لمدة يومين تحدث فيها المشاركون عن مخنلف القضايا وفي ختام المؤتمر عقدت جلسة نقاشية مفتوحة تم التوصل فيها الى افكار عملية .
وقد أغنت البحوث التي طرحها المحاضرون محاور المؤتمر التي توزعت على حفل افتتاح وخمس جلسات توالت على مدى يومي الخميس والجمعة 11 و12 ربيع الاول 1431هـ 25 و26 شباط 2010م في قرية الساحة التراثية. وقد ساهم النقاش حول إشكالات محاور المؤتمر في كسر الحاجز الجليدي الذي يقف حائلاً أمام تحقيق الاستفادة المتبادلة بين علمي الفقه والفلك، ودشّن مساحة جديدة لتبادل المعارف والحقائق حول نِتاجَات العلمين، بما ينقل النقاش حول الموضوع من الدوائر الضيّقة إلى فضاء العالم الإسلامي الواسع.
وكان التشديد من المحاضرين على ضرورة أخذ علماء الفقه بحقائق ما أنتجه علم الفلك بكثير من الجدية في نقاشاتهم الفقهية المتصلة بموضوع تحديد بدايات الشهور القمريّة في شكل عام. كما التقت وجهات النظر حول عدم وجود ارتباط أو صلة بأي شكل من الأشكال بين علم الفلك والتنجيم، وبأنهما موضوعان لا يربط بينهما أي رابط، وهو ما التبس في أحيان كثيرة على علماء الفقه في خلال فترات زمنية سابقة.
وحصل توافق على أن علم الفلك يفيد وجهات النظر عند الفقهاء على اختلافها سواء من يقول بأنه قاعدة لإثبات دخول الشهر القمري أو من يتخذ من علم الفلك حجة لردّ شهادات الرؤية الخاطئة.
وكان من اللافت التقاء وجهات النظر حول الآثار الإيجابية المترتبة على اعتماد منهجية موحدة لمعالجة هذه الإشكالية، لما لها من أوجه صلة واتصال بالمناسبات الإسلامية التي تهم جمهور المسلمين في شكل عام، وخصوصاً مناسباتهم الاجتماعية المرتبطة بالفتاوى الشرعية.
وسجل المحاضرون أمراً غاية في الأهمية وهو أن التقاء وجهات النظر حول منهجيّة تحديد بداية الشهر القمري سوف يكون له آثار إيجابية مفيدة وأكيدة لدى جمهور المسلمين وهو مظهر مهم ومرغوب فيه، إذ أنه يعزز مسألة مهمة من المسائل التي تفيد الوحدة الإسلامية.
إلى ذلك، كان هناك اتفاق وإجماع على أن الوصول إلى صيغة مناسبة لتحديد الشهور القمرية من شأنه أن يظهر احترام المسلمين للحقائق العلمية ويظهرهم أمة واحدة أمام شعوب العالم وأممها أجمع.
هذا، وثمّنَ المؤتمرون جهود الفقهاء السابقين واللاحقين الذين أخذوا بمعطيات حقائق علم الفلك وهم يوجِّهون الدعوة إلى المعنيين لدراسة آرائهم بموضوعية وجديّة وانفتاح.
وبناءً على ما جاء في مداخلات المحاضرين، توصل المؤتمر إلى التوصيات الآتية:
1- اعتبار هذا المؤتمر المتميِّز في جمعه علماء الفقه والفلك من مذاهب اسلاميّة متعدِّدة من مختلف أقطار العالم الاسلامي بداية لا بدَّ منها لعمل جديِّ واعد على توحيد زاوية النظر الفقهية إلى حقائق علم الفلك.
2- وضع البحوث الفلكية والفقهية التي تقدم بها المحاضرون في تصرف علماء الفقه للاستفادة منها أو للاستئناس بها، والتمني عليهم التعامل معها بجدية وموضوعية في استكمال بحوثهم الفقهية حول تحديد بدايات الشهور القمرية، وخصوصاً أن العديد من المراجع الدينية، قديمها وحديثها، ومن كل المذاهب الاسلامية، رأى في حقائق علم الفلك ما يُمكّن الفقهاء من حلّ هذا الاشكال.
3- دعوة علماء الفلك وعلماء الفقه إلى فتح المعابر المعرفيّة بينهما والتحاور حول إشكالات والتباسات شابت العلاقة بينهما ردحاً من الزمن يخلصون بنتيجتها إلى قناعات مُشتركة تؤسِّس لثقة متبادلة بين أهل العلمين.
4- دعوة الفقهاء إلى توحيد منهجيتهم في التعامل مع علم الفلك، لأن ذلك من شأنه أن يوحِّد مناسباتنا الإسلاميّة بحيث تتحوّل أعياد المسلمين ومناسباتهم العامّة إلى مظهر وحدة وقوة.
5- تأكيد ضرورة التواصل العلمي والحراك الفقهي بين أتباع المذاهب الإسلاميّة المتنوّعة بهدف التلاقُح الفكري ـ الإسلامي.
6- التشديد على التثبّت قبل قبول شهادات الشهود برؤية ولادة الهلال من تحقّق المتطلبات الشرعيّة وموافقة المعطيات الفلكيّة.
7- تأكيد ضرورة عقد مؤتمرات وملتقيات علميّة يُشارك فيها العلماء والمتخصصون في علمي الفلك والفقه في مختلف أقطار العالم الإسلامي.
8- إعادة تضمين العلوم الفلكية في المناهج التعليمية للمعاهد الشرعيّة.
9- استكمال بحوث هذا المؤتمر بطرح ما يستجد من إشكالات حوله في مناسبات لاحقة.
10- نشر بحوث المؤتمر في إصدار خاص يوزع على علماء الفقه ومراجع المسلمين في العالم الإسلامي تعميماً للفائدة المرجوّة.
وفي الختام وجّه المؤتمرون تحية تقديرٍ وإحترام ومحبة لراعي المؤتمر سماحة آية الله العظمى السيِّد محمد حسين فضل الله (دام ظله).
لقطات من المؤتمر
![]() | ![]() |
![]() | ![]() |
![]() | ![]() |
![]() | ![]() |
![]() | ![]() |
![]() | ![]() |
![]() | ![]() |
المصدر - مؤسسة الفكر الإسلامي المعاصر للدراسات والبحوث / 28-2-2010
الآراء الواردة في هذه الصفحة تعبر عن آراء أصحابها فقط؛ ولا تعبر بالضرورة عن رأي دار الأمير للثقافة والعلوم. |