بمزيد من التسليم بقضاء الله سبحانه تنعى دار الأمير للثقافة والعلوم في بيروت الأستاذ والأخ الكبير والصديق العزيز سماحة العلّامة السيد هادي خسرو شاهي الذي وافته المنية اليوم في العاصمة الإيرانية طهران عن عمر ناهز 81 سنة قضى معظمها في مقاومة التخلّف الفكري ومحاربة الاستكبار العالمي والتقريب بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم، وله في ذلك مؤلفات وإسهامات فكرية جليلة.
ومنذ أن كان فقيدنا الكبير طالباً في درس الإمام الخميني (رض) والعلّامة الطبطبائي (رض) كان ديدنه وحدة الأمة الإسلامية وسموها وبذل في هذا السبيل جهوداً جبّارة على المستويين العملي والعلمي، وحقّق ونشر الأعمال الكاملة للسيد جمال الدين الأسد آبادي (الأفغاني) أثناء توليه منصب رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في مصر (2001-2004)، كما أسّس "جمعية الصداقة المصرية الإيرانية" التي عملت على التبادل الثقافي والحوار بين مصر وإيران. ولم يكن خافياً على عارفيه مدى تأثره بأفكار وشخصية آية الله السيد محمود الطالقاني (رض)، حيث كان يعتبره المربي الثاني لجيل الثورة بعد الإمام الخميني.
وعندما كان سفيراً لإيران في الفاتيكان (لفترات متفاوتة) كان يعمل السيد خسرو شاهي في الليل والنهار لإنضاج فكرة الحوار الإسلامي المسيحي وبثها في العالم، فأسّس في روما "مركز الثقافة الإسلامية في أوروبا" كمنبر لحوار الأديان والثقافات.
انماز السيد هادي خسرو شاهي بثقة الإمام الخميني وبعده الإمام الخامنئي، حيث كان يعتبر إضافة لمنصبه الدبلوماسي ممثلاً شخصياً لهما، الأمر الذي خوّله التصرّف وأخذ القرار مباشرة في عدّة أمور حسّاسة أثناء مهامه.
رحم الله فقيدنا الكبير الذي قال لي يوماً: "لو لم يكن عندنا سيد جمال الدين (يقصد جمال الدين الأفغاني) فيجب علينا أن نبتكر جمال الدين"، وحشره مع العاملين الصالحين على درب الفلاح، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
مدير عام دار الأمير
محمد حسين بزي
بيروت 27/2/2020 م.