| تشدّ الخيطنحو الحيط
 تحتـرقُ .
 فذاك الذئب فوق الريــحلم يرحم طفولتهــا
 ولم تنج من الصاروخ
 لا الكفّ التي سقطت
 ولا الطيارة الورقُ .
 وزينب بنت "بنت جبيل"شقراء وناعمة
 لها في العمر أربعة من الغارات
 والدها يبيع التبغ عند الصبح للشارين
 حين يصير وقت الفجر ينطلقُ ..
 الى عرزاله المخفيّ قرب الغيم يحرسنامن الجــلاد ,
 يحمينا من الغربان ترصدنا
 لتسرق ظلنا في الأرض ,
 في أظفارها الشبقُ .
 وزينب حين ماعادت تعانقه ,وقيل تزنرت بالشمس قامته التي ظلت لها تبدو
 بعيد الدفن تركض نحوها الطرقُ .
 أرادت أن تلامسه أصابعهاوأن يتسامق الخدان فوق الريح ..
 يلثمها بثغر الضوء , في ضحكاته الألقُ .
 وكانت كلما شمس تلوّح فوقنا تعدوبطائرة من الأحلام
 تكتب فوقها : أشتاق ياأبتاه تحضنني ..
 وملء دموعها في الأرض نهر الشوق
 والعبقُ .
 وتحسدها بنات الحيّ ,,والدها غدا شرفاً ومذهبه علوّ السيف ,
 لا أن ينحني العنق .
 وهذا الصبح , كانت مثل عادتهاتخاطبه , وترسل ثغرها قُبلا ً
 تشدُّ الخيط
 تحسب حبره الضوئيّ ينسج بعض أغنية
 فتأتلقُ .
 وذئب الريح يدنو لايرى أحدا ,,يدوّي فوقنا , يعوي ,كعادته ,
 ولا أحد يعاتبه , عدو , حاقد , نزقُ .
 رآها , قال : طائرة بطائرةوشدّ القابس الدمويّ ,
 قهقه مثلما الممسوس حين تناثر الوجه النبيُّ
 وحُوّلتْ مزقُ .
 وزينب بنت بنت جبيل ,في أحضان والدها ,
 مقاومة , وبارعة بشنّ الحرب
 حين الذئب عاد اليوم في دبابة الأشرار
 كانت فوق سطح البيت واقفةً
 بنار الحق ترشقُ حقده الطاغي
 فيحترقُ .
 |