بسم الله الرحمن الرحيم وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون صدق الله العظيم بقلوب مؤمنة بقضاء الله تنعى " دار الأمير للثقافة والعلوم " في بيروت، سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله "رضوان الله عليه" الذي وافته المنية في بيروت يوم الأحد الواقع فيه 4 تموز2010؛ عن عمر يناهز الخامسة والسبعين عاماً قضاها عالماً مجاهداً فقهياً على خط جده الحسين بن علي "عليهما السلام". لقد كان السيد فضل الله من كبار العلماء العاملين الشاهدين على عصرهم من خلال حضوره المتواصل في كل ميادين الجهاد والفلاح والعطاء، انطلاقاً من النجف الأشرف في خمسينيات القرن الماضي؛ مروراً بمحطات لبنان المشهودة حيث تعرض لأكثر من عشر محاولات اغتيال على يد الإسكتبار العالمي والصهاينة وعملائهم، ولم يكن آخرها مجزرة بئر العبد المشؤومة، واستهداف منزله خلال حرب تموز بغارة جوية صهيونية مباشرة، لتكون نجاته شبه أعجوبة. لقد تربّى تحت منبر السيد محمد حسين فضل الله معظم كوادر العمل الإسلامي المقاوم في لبنان وخارجه، وقد أثر في الساحة الفكرية الإسلامية الأثر الكبير من خلال تأصيله ونشره لثقافة الحوار بين المذاهب الإسلامية؛ ودعوته المتواصلة للوحدة الإسلامية، والتي كان يراها من أوجب الواجبات العملية، وأيضاً من خلال رؤاه التجديدية المبتكرة في الفقه الإسلامي المعاصر، حيث تلمّذ على يديه مئات العلماء العاملين على مساحة العالم الإسلامي، فضلاً عن المؤسسات الخيرية التي أطلقها لتكفل وتعليم آلاف الأيتام، ومساعدة المحتاجين على مساحة لبنان. لقد حمل السيد فضل الله همّ المستضعفين في الأرض بشكل عام، وفي العالم الإسلامي بشكل خاص، ودافع عن قضاياهم العادلة بكل ما أوتي من قوة، وخصوصاً قضية فلسطين التي عاشها بشكل شبه يومي، حتى قبل وفاته بأيام يسأله أحد أحفاده: "هل ارتحت سيدنا؟" فيقول: " لن أرتاح حتى تزول إسرائيل من الوجود ". ولسنا ننساه في عدوان تموز 2006 وهو يخاطب المقاومين قائلاً: " أيها البدريون .. أيها المجاهدون في خيبر الجديدة، الذين حملوا الراية فكانوا ممن أحبوا الله ورسوله، الذين يكرون ولا يفرون.. إنّ جهادكم سوف يصنع للعرب والمسلمين والمستضعفين المستقبل الجديد . " إنّ السيد محمد حسين فضل الله كان أمة في رجل بكل ما للكلمة من معنى، ولم أرَ في عمري رجلاً في ثباته وصبره وشجاعته فيما يعتقده حقاً، وإنّ خسارة بحجم السيد فضل الله ليس من السهل تعويضها، ولا نظنها تعوّض على المدى المنظور. وأخيراً نسأل الله العلي القدير أن يتغمد سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله بواسع رحمته، وأن يسكنه الفسيح من جناته، وينزله منازل الصديقين والشهداء مع محمد وآله الطاهرين، وأن يلهم أسرته خاصة، والأمة الإسلامية عامة الصبر والسلوان.. وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. مدير عام دار الأمير محمد حسين بزي التاريخ: 4/7/2010
|