«أوركسترا طهران السمفونية» في قصر «الأونيسكو»
أداة المقاومة في الحرب العالمية الثقافية الجديدة
إنعام الفقيه
للمرة الأولى استطاع حدث ثقافي ان يؤلف من الجمهور اللبناني لوحة موزاييك، وصل عدد القطع الدقيقة فيها الى جمهور غصت به القاعة الرئيسية في قصر الاونسكو ومدرجاتها، وهو فن لطالما قام الفرس باقتباسه فشكلوا زخرفة موسيقية انسانية برعت بها اوركسترا طهران السمفونية منذ تأسيسها 1933 وبالأبيض والاسود، في أول حضور لها الى لبنان، بدعوة من الجمعية اللبنانية للفنون «رسالات» بالتعاون مع وزارة الثقافة الايرانية في ترجمة لاهمية وضرورة التفاعل الثقافي بين لبنان وايران.
تضمن برنامج الامسية الذي قدمت له الاعلامية كوثر البشراوي اية التبليغ من القرآن الكريم، ومن ثم عزفت الاوركسترا بقيادة المايسترو نادر مرتضى بور استادى النشيدين اللبناني والايراني.
وكانت كلمة لمدير عام جمعية رسالات محمد كوثراني، الذي رأى فيها مؤسسة الفن في مجتمع المقاومة، متناولا ثلاثة مسائل يقع في رأس سلم اولوياتها الاستعداد لحرب عالمية من نوع جديد كحرب ثقافة، ثم استقبال هذا المنتج الحضاري الذي استطاع التواصل مع 3000 عام من التاريخ والاعتقادات من خلال تقديم اول نموذج عالمي للتقدم وأول نظام عالمي للجودة خارج سرب ما تروج له الثقافة الاستهلاكية ليكشف عن فيلم جديد يسخر من الحرية اذا كانت سبب تهميشنا ومن الديمقراطية والحضارة اذا ما كانتا وراء موتنا وكانت فرصة لاطلاق شعار المؤسسة: يا مثقفي هذا الوطن اتحدوا ليحتفظ لبنان بسره.
حالة من الانسجام التام والرقي فرضها التمكن من الادوار بين اكثر من 50 عازف وآلات طغت عليها الوتريات، واعلام شريك وجمهور تميز بادارة ذاتية ما جعل البرنامج ينساب كما هو مقرر بعد كلمة وزير الثقافة غابي ليون الى الترحيب طغى عليه الاعتذار عن التأخر لربع ساعة استغلتها وسائل الاعلام في اقتناص آراء الحضور الذين تقدمهم الى الشخصيات الرسمية من نواب ووزراء وفنانين الفنان الياس الرحباني الذي اعتبر ان اعظم ما تقوم به ايران اليوم هو تصدير الفن الايراني الى لبنان ومنه سيكون الى العالم كأنّ ما سبق من جولات الفرقة العالمية بقي حتى الان دون صدى.
وأيضا للفنان ايلي العليا وفي مكان ما من المسرح وبصمت كبير للفنان زياد عاصي الرحباني الذي ادت الفرقة من تأليف عائلته (الاخوين رحباني) معزوفة يا حرية التي تضمنها البرنامج الى نقطة الدائرة «رقص دايرة» من تأليف سنجرى وتراب المحبة (تأليف علي أكبر قرباني، صولو محمد رضا صفى)، قطف الثمار (تأليف توكلي، صولو محمد رضا صفى)، وطني «وطنم» (تاليف لومر، صولو محمد رضا)، السلم العالمي (تاليف الدكتور جراغعلى، صولو اميد حجت)، ايغمونت (تأليف لودفيغ فان بيتهوفن)، وكونشيرتو للفيولن والوتريات (تأليف جون سيباستيان باخ).
واختتم الحفل برجال الله مع كورال لبناني (تأليف العميد جورج حرّو) الذي جرى تكريمه في نهاية الحفل الى جانب قائد الاوركسترا بدروع المؤسسة وقصيدة للشاعر محمد حسين بزي «علمتني امي» أن هناك حرب بالثقافة وحرب على الثقافة واننا بالثقافة مقاومون.
المصدر: جريدة اللواء اللبنانية - الاثنين,1 تشرين الأول 2012
http://www.aliwaa.com/Article.aspx?ArticleId=139222
|