" رقص على مقامات المطر " للشاعر علي الرفاعي ، صدر حديثاً عن دار الأمير
من مقدمة الشاعر الأمير طارق آل ناصر الدين:
يفاجِئُنا علي حسين الرِّفاعي بمجموعةِ "رقصٌ على مقاماتِ المطر"، تَسمعُ بأذنيكَ ألحاناً موسيقيَّةً صادرةً عن جَوقَةِ آلاتٍ تُراثيَّةٍ وحديثة، وتَرى بعينيكَ لَوحاتٍ فنِّيةٍ تَرقص ألوانُها "رقصة المطر".
حقّاً إنَّه الشِّعر... حقّاً إنَّه شاعِر !!
لو لَم أكُن أعرف علي حسين الرفاعي منْذ زمن، لقُلْت أنَّ هذا الفتى خدعَ عُمْرَه العشرينيّ، وخدعَ الشِّعر بادّعَائه أنَّ ما قدَّم لنا هو المجموعة الأولى، فما أمامَنَا شعرٌ كبير، وشاعرٌ توغَّلَ في لغتِهِ كاشفاً الحجابَ عن كثيرٍ من جماليّاتها المَخْبوءة.
حاولتُ عبثاً انتقاءَ بعضِ المقاطع مِن الكتاب للإسْتِشهادِ بها كنموذجٍ شعريِّ مميَّز، لكن كلَّما أمعنتُ في القراءةِ والإختيار، تبرزُ مقاطع جديدة تدعوني أن لا أهملها. وكأنَّ هذا الكتابَ قصيدةٌ ملحميَّةٌ واحدة، رغم تنوِّع مواضيعها وإيقاعاتها.
علي حسين الرفاعي لا يقبلُ في شِعرهِ كلاماً بلا موسيقى خارجيّة وإيقاعٍ داخليّ، ولا يستعملُ العِبارات التَّقليدية، ولا يَقْبلُ بشُروطِ الحداثةِ المُستوردة التي تفرِضُ على المُنتسِبين إليها صُوَراً عبثيَّةً، ولُغَةً رثَّة وركِيكة، وانْعداماً في المعنى والهدف. إنَّهُ يزرع شِعْره هو، في أرضِه هي، ولا يأكُلُ مِن ثمرِ سواه.
لُغَتُهُ لغةُ الرّيفيّ القَادمِ إلى المَدينةِ وهو هنا لا يتخلَّى عن شرفِ النَّسبِ ولا يقفُ عائقاً بِوجهِ الحضارةِ الزّاحفةِ إلى كلِّ مفيدٍ وجديد.
بَاركَ الله والشِّعرُ موسمكَ الأوّل يا علي، فأنتَ رغم حداثةِ عُمْركَ تدخُل قويَّاً ومُطْمئِنَّاً إلى حلبةِ الكِبار.
• يقع الديوان في 168 صفحة من القطع المتوسط موزّعة على 26 قصيدة.