الإسلام ومتطلبات العصر

إنّ قضية «الإسلام ومتطلبات العصر» من القضايا الاجتماعية المهمّة التي تشغل بال الشباب المثقف في عصرنا الحاضر، وهم أرقى شريحة اجتماعية من حيث المستوى، كما إنّ عددهم _ من حسن الحظ _ جدير بالملاحظة.

هناك ضرورتان ملحّتان تفرضان على هذه الشريحة مسؤولية ثقيلة ورسالة جسيمة.

الأولى: ضرورة المعرفة الصحيحة للإسلام الحقيقي كفلسفة اجتماعية وإيديولوجية إلهيّة، ونظام فكري واعتقادي بنّاء وشامل، وباعث على السعادة.

الثانية: ضرورة معرفة ظروف العصر ومتطلباته، والتفريق بين ما هو ناشئ عن التطور العلمي والصناعي، وبين ظواهر الانحراف وأسباب الفساد والانحطاط.

من هنا علينا أن نتعرّف على الإسلام بوصفه دليلاً في السفر كالبوصلة، ومرساة ثابتةً تعصمنا من الغرق خلال المدّ والجزر، ونتعرف كذلك على الظروف الخاصّة لكل عصر بوصفها منازل على الطريق ينبغي الوصول إليها أو المرور عليها تباعاً، حتى نستطيع أن نصل إلى غايتنا المنشودة في محيط الحياة المتلاطم.

وانطلاقاً من هذه الحقيقة، فإننا إذا أردنا الحكم على الإسلام ومتطلبات العصر، فالسبيل الوحيد إلى ذلك هو أن نتعرف على الإسلام نفسه، ونستوعب روح قوانينه، ونطلَّع على نظامه الخاص في التشريع، حتى تتّضح الصورة جليّةً عندما يثار هذا السؤال: هل إن الإسلام يصلح لعصر معيّن أم هو لكل العصور، يقود الناس ويهديهم نحو الكمال ؟