الشيخ مرتضى مطهري
الإشكالية الإصلاحية وتجديد الفكر الإسلامي

لقد أنتج مُطهّري أفكاره ورؤاه على مدى مساحة من الزمن تزيد على ربع قرن، تطوّرت أفكاره ورؤاه فيها على ضوء التجربة والوقائع والأحداث...

ومثل هذه المساحة الزمنيّة تتطلّب أن نندفع لالتقاط عناصر هذا الفكر على ضوء تطوّره وفي سياقات نضوجه وفي مراحل اكتماله، في كليّتها وعمومها. وهذا يتطلّب منا فعل تفكيك وتركيب من جهة، وتفسير وتأويل من جهة أخرى، تُستثمر فيه السياقات التاريخيّة وجملة الظروف والمؤثرات ومناخات المعرفة والفكر والسياسة والأحداث المحيطة والوقائع.

وعليه فما نقدّمه هنا هو رؤية تأويليّة لجهد مُطهّري ولنتاجه، تحاول استنطاق نصوصه بُغية تكوين رؤية شاملةٍ وعامّة لمنهجه، وتأسيس ركيزة منطقيّة تحكم جماع تفكيره وتوجّه رؤاه، وتربط كلّ أطراف اهتماماته المعرفيّة بعضها إلى البعض الآخر، وهو يبقى في جوهره فعل تفسير خاصّ لا ندّعي صوابيته ولا اكتماله ولا سلامة منطلقاته ولا تعاليه على النقد والتفنيد والمناقشة...