هذا الكتاب

عكا
تراث وذكريات

هذه هي الطبعة الثانية من كتاب " عكا: تراث وذكريات " والتي أضفنا إليها معلومات جديدة لم نأت على ذكرها في الطبعة الأولى، وبالتالي وفرنا للقارئ العربي كل المعلومات التي استطعنا الحصول عليها بالنسبة لموضوع الكتاب وهي وفيرة وهامة؛ كما أننا توسعنا في شرح بعض المواضيع التي جاءت موجزة في الطبعة الأولى فضلا عن الفصول الجديدة التي تحتويها الطبعة الثانية من هذا الكتاب.

إنّ هذا الكتاب هو تحية متواضعة نابعة من القلب لمدينة " عكا " التاريخية الجميلة التي كانت مسقطا لرأسينا حيث أبصرنا النور لأول مرة، فتفتحت عيوننا على شواطئها الساحرة ومروجها الخضراء وسورها العظيم، وعشنا فيها أحلى أيام طفولتنا وشبابنا، ولقضائها اليانع العزيز على قلوبنا، وذلك قبل أن تبدأ عملية تهجير وتشريد الشعب العربي الفلسطيني إلى حيث لا يزال يكافح أينما حلّ من أجل أرض وهوية. والكتاب، إلى جانب ذلك، قناة اتصال واستمرارية بين الأجيال السابقة واللاحقة وحافز للتأمل وللحنين إلى وطن الآباء والأجداد.

إنّ الكتابة عن تراث عكا تهدف إلى المحافظة على الشخصية المميزة لهذه البلدة ولقضائها، وسيبقى هذا التراث مهدّداً بالنسيان إذا لم نبادر إلى إحيائه وتسجيله، خاصة بعد أن ضاقت الموارد التي نستقي منها تفاصيل هذا التراث بسبب تهجير الكثيرين من أهالي عكا وتفرقهم في جميع أنحاء العالم، وهم الذين يحملون في عقولهم تراث مدينتهم قبل أن يغادرونها ويستوطنها أناس غرباء لا علاقة لهم بالمدينة الخالدة.

إنّ معرفة تراث عكا يجب أن تأتي بعد دراسة وإدراك تأمين لأبعاد هذا التراث، كما أنه يجب المبادرة إلى توثيقه إذا أردنا له البقاء والاستمرار في ذاكرة الأجيال الصاعدة؛ لذلك نأمل أن يكون هذا الكتاب بطبعته الثانية باكورة أعمال لاحقة وحافزاً لإصدار كتب ومقالات عن عكا وقضائها وباقي المدن والأقضية الفلسطينية، من أجل خلق عملية تواصل مستمرة بين الجيل الذي عاش في مدينة عكا وفي قضائها وفي ربوع فلسطين وبين الأجيال الحاضرة والطالعة التي أبصرت وستبصر النور في الغربة والتي لم ولن تأل جهداً في سبيل الكفاح من أجل العودة واسترداد الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني.

وعسى أن نكون قد أضأنا ( بإصدار هذا الكتاب ) شمعة جديدة تنير طريق النضال والكفاح لتحقيق ما تصبو إليه آمال وتطلعات الشعب العربي الفلسطيني من عزة وكرامة.

وكلنا أمل بأن رحلة العذاب التي يعانيها شعبنا قد آن لها أن تشارف على نهايتها.

متى بوري ود. يوسف شبل