هشاشات القرن 21
أحاديث آخر الزمان والإنسان الأخير

Frailties Of the Twenty-First Century

Sayings on the

End of Times and the Last Man

 

أليس الصبح بقريب؟

يٍُعني هذا الكتاب برصد كثير من ظواهر الهشاشة التي أضحت من سمات عصرنا الحديث تلف المساحة الأكبر من مصطلحات وتسميات وأفكار وقيم وسلوكيات ونتاجات الإنسان المعاصر، وبمقدار ما تبدو هذه الظواهر محكمة ومتزنة في شكلها الخارجي مما يوجب انخداع الكثيرين بها وجريهم خلف سرابها فإنها تنطوي في داخلها وفي عمقها على حالات من الضعف، أو"الهشاشة" كما يحلو للمفكر المستقبلي "جاك أتالي" أن يسميها، مذكراً بأن "الهشاشة" أضحت ميزة عامة للأوضاع، والأدوات، والمساكن، والمؤسسات والوظائف، والعلاقات الاجتماعية، والأزواج، والمهن، والمشاهير، والكتب، والتحف الفنية، والمعلومات، والذاكرات، والثقافات، الأمم. وللتحديدات أيضاً.

ولكن رغم كل تلك الهشاشات فإن الكاتب لا يريد أن يكون سوداوياً وصاحب نظرة تشاؤمية، لأنه يعتقد – ولا يجد مناصاً من أن يعتقد - أن من وراء حطام الهشاشات لابد أن يلد فجر جديد بدت تباشيره تلوح في الأفق العالمي لتهمس في كل الآذان: إِ
نّ َمْوعِدَهُمُ الُّصْبحُ ِأَلْْيِسَِ الُّصْبحُ ِبَقٍريبٍ.