|
|
الدكتور رحّال يوقع إشكاليات التجديد .. تقرير مصور
برعاية وحضور رئيس المجلس السياسي في حزب الله سماحة السيد إبراهيم أمين السيد، وقع مسؤول وحدة الإعلام الإلكتروني في حزب الله الدكتور حسين رحال مساء الثلاثاء 13/12/2011، كتابه "إشكاليات التجديد الإسلامي المعاصر" ، الصادر عن دار الأمير في معرض الكتاب العربي الدولي للكتاب الـ 55 في البيال ـ بيروت. بحضور العلامة الشيخ عبد الأمير شمس الدين والشيخ علي شمس الدين وحشد من الشخصيات السياسية والثقافية والفكرية والإعلامية، وقدم الحفل الشاعر محمد البندر.
وقال السيد إبراهيم أمين السيد، في كلمة له خلال حفل التوقيع على الكتاب "أنا من الأشخاص الذين استمعوا للإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين وكنت أحب أن لا ينتهي من الكلام إذا تكلم وكنت أراه حين يتكلم في مجلس أو في حفل أو على منبر أنه يؤلف كتاب ويقدم نظرية وكان دائماً مجتهداً ليس في الفقه فحسب إنما في الفكر أيضاً، فهو نموذج نادر وفريد في العالم الفقهي والفكر الإسلامي"، مضيفاً انه "الفكر الذي كان ضوءاً في هذا العالم الإسلامي المظلم على مستوى الفكر خصوصاً الفكر السياسي، وكان مسؤولاً في وسط منطقة مضطربة في إحداثها وكان يصعب على مفكر مثله أن يواكب هذا الأمر لكن الذي يقرأ ما أنتجه يعرف أنه كان سريعاً في ما أنتجه فكرياً وسياسياً".
وأثنى سماحته على مؤلف الكتاب الدكتور حسين رحال، مشيراً إلى أن "الدكتور رحال هو واحد من الأخوة الشباب الذين نفتخر بهم ومسيرتنا تفتخر بهم في أنهم دخلوا في هذا المجال ومناقشة الفكر الإسلامي وإعطاء ملاحظات في أي نظرية إسلامية وهو نوع من التجديد بحد ذاته وصياغة جديدة للفكرة والنظرية ونوع من إخراج الفكرة والإضاءة عليها"، موضحاً أن "هذا العمل بحد ذاته جهد كبير ومهم جداً وأهنئه على هذا العمل الكبير الذي قام به وهو كان اختيارا صعبا. لأن من يكتب عن الإمام شمس الدين فهو يختار الصعب لأن لغته جزءاً من نظريته ومن شخصيته وهذا الاختيار مهم جداً ويجعله على طريق الاجتهاد الفكري وهذا أمر مهم جداً وحتى لو لم يكن له رمزية دينية".
ولفت السيد إبراهيم أمين السيد إلى أن "الإشكالية الأخطر والأكبر التي هي محور هذا الكتاب هي إشكالية الحكم والإدارة والسلطة وكان مهم جداً أن تطرح هذه النظرية حتى لو كان ذلك أمراً خطيراً".
وأضاف سماحته إن "الغرب يحاول أن يقدم للعالم الإسلامي قيم تتعلق بالمرأة والديمقراطية، أما العالم الإسلامي فيقف في وجه ذلك بخلفية دينية وليس في النظرية لأن العالم الإسلامي له نظريته القائمة في السلطة والديمقراطية وغيرها"، مشيراً إلى أن "ما يشهده العالم اليوم أن هناك ما يشبه الالتباس في الهوية السياسية ومن ثم الالتباس في الهوية الثقافية للإسلام والإسلاميين".
وتحدث صاحب دار الأمير للثقافة والعلوم محمد حسين بزي ، ومما جاء في كلمته:
"الكتاب الذي بين أيدينا الآن يدور في مدار مهم شائك ألا وهو التجديد الفكري الإسلامي.
حيث لم تكن عملية التجديد التي طرحها محمد إقبال في ثلاثينيات القرن الماضي (كتابه تجديد التفكير الديني) هي الأولى، فقد سبقه الأفغاني وعبدو والطهطاوي الذي صُدم بالغرب. وما زالت إشكاليات هذا اللقاء بين المفكرين الإسلاميين والحضارة الغربية مورد نقاش حتى يومنا هذا، إذ كيف يمكن للفكر الإسلامي أن يقدم صيغة جديدة تسمح بالإبقاء على الهوية الإسلامية لمجتمعاتها؛ وفي الوقت نفسه تسمح لها بالدخول في العصر الحديث، وهي أساس إشكالية الأصالة والمعاصرة في الفكر الإسلامي، والتي لم يتم حسمها حتى الآن.
وقد أرّخ البعض _ومنهم ألبرت حوراني_ لبداية عصر النهضة (عصر"التجديد" باعتبار آخرين) عندما غزى نابليون القاهرة في العام 1798 م.، حيث أتى بالعلماء المتضلعين بشتى حقول المعرفة مظهراً الفارق الحضاري في المجال التقني والعلمي بين الغرب والمجتمعات الإسلامية، ومفتتحاً النقاش المحتدم حول إشكاليات التقدم والتأخر والانحطاط في الفكر الإسلامي. ولتسهم هذه الأسئلة بشكل أو بآخر بحراك فكري خصب لم يكن العقل الفقهي مستعداً للتعامل معه إلّا باستثناءات قليلة برز فيها بعد قرن ونيف الشيخ مصطفى عبد الرازق (صاحب التمهيد)، والذي أصبح شيخاً للجامع الأزهر العام 1945م.
فالحواضر العلمية الإسلامية – بشكل عام- والتي كان الفقهاء رأس الهرم فيها، كانت مُنيت بهزيمة عقلية صارخة من خلال إغلاق باب الاجتهاد على قاعدة التمسك بالأصالة الأولى (السلف)، الأمر الذي أدى لِهوّة معرفية فكرية بين حاجات الإنسان ومتطلبات عصره من جهة وبين فقهه وثقافته من جهة أخرى.
وصاحبتها (الهزيمة العقلية) هزائم وانكسارات حضارية للأمة بالمعنى العام، وعسكرية بالمعنى الخاص، وقد اختلف مؤرخو الفكر الإسلامي، أيّهما علة الأخرى، ولكن الرأي الأقرب للصواب أنّ الهزيمة العقلية تُنتجُ كل الهزائم؛ ولو بعد حين. لأن العلوم والمعارف التي لا تكون في خدمة ورقيّ الإنسان لا قيمة لها بل كأنها لم تكن، بتعبير الفارابي.
من هنا برز إلى الميدان علماء عاملون بعلمهم على امتداد العالم الإسلامي، إذ تحروا المقاصد العامة للشريعة وربطوها بالغايات الأمّ، واجترحوا أدوات معرفية جديدة عبر استنطاق النص- القرآن والسُنة – وطبقوها ضمن مشاريع تغييرية همّها الرُقي بالمجتمع الإسلامي نحو الأفضل، وعُرِّف هؤلاء بالمجددين.
ولم يكن الطريق سهلاً أمام التجديد والمجددين في الواقع الإسلامي، فقد اصطدم معظمهم بالمُقدس – المُصطنع –، الذي صنعته السلطة على اختلاف حقب التاريخ الإسلامي، سيما للمواءمة بين العقيدة – السائدة – والسياسة حسب الواقع المُعاش زماناً ومكاناً.
والكتاب الذي بين أيدينا "إشكاليات التجديد الإسلامي المعاصر" يعالج قضية غاية في الأهمية لما يحمله من فكر مسؤول مهموم بالتغيير على أُسس معرفية تحرّى كاتبها الدقة في البحث العلمي من جهة، وطرح الحلول من جهة أخرى، سيما وأنّ الصديق الدكتور حسين رحال لم يتوانَ عن أن يكون العامل بعلمه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
إنّ المنظومات الفكرية التي عالجها الكتاب هي لأشخاص أغنوا العقل الإسلامي بالجهد الجاد، وأثروا المشروع التغييري بالكثير من الإبداعات والتضحيات، ودفعوا أثماناً في سبيل النهوض بأمتهم نحو القيم الأصيلة، والتي أدّعي أن الأصالة فيها هي للإنسان.
فالشيخ راشد الغنوشي حمل همّ التغيير علماً وعملاً منذ أكثر من ربع قرن، ودفع أثماناً عالية في هذا السبيل ليس أقلّها السجن والنفي.
والدكتور حسن الترابي أغنى الحركة الإسلامية بنظريات خلّاقةٍ جمعت بين النظرية والتطبيق.
والإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين هذا المفكر الرائد الذي أغنى العقل الإسلامي بعشرات الكتب؛ لم تزل أفكاره ونظرياته في الاجتماع الديني؛ وآراؤه التجديدية في الفقه الإسلامي محلّ حراكٍ ليس من السهل تجاوزها على المدى المنظور.
ويتميز بمنهج جديد في قراءة الفكر الإسلامي وفقاً لتطوره بالتجانس مع تفاعله الاجتماعي، واستيعابه لتحولات المجتمعات الإسلامية، لكنه لا يقف عند حد العلاقة بين الاجتماعي والفكري، بل يغوص بعد ذلك في قراءة ابستمولوجية الفكر الإسلامي من خلال آليات التحوّل الداخلية كنتيجة لمسار التجديد."
وفي الختام كانت كلمة للدكتور حسين رحال الذي شكر السيد إبراهيم أمين السيد لرعايته توقيع الكتاب، وقال إنه "عندما أستمع إلى السيد إبراهيم والمفكرين فإنني أمارس النقد وأتعلم من الشخص الذي يوجه إليه النقد ، وأضاف "نحن أمام مقارنة بين مفكرين من لبنان وتونس والسودان ولم أتوقع مصير مختلف لما آلت إليه الثورة التونسية نتيجة هذا الفكر"، وتابع "كنت أبحث عن الفكر أينما وجد وكنت أريد أن أتعلم منهم التجربة وكيف يمارس الفكر الإسلامي عملية استيعاب المعاصرة من خلال مفكرين منفتحين على العصر"، مشيراً إلى أن "هناك اختلافات وتقارب بين المفكرين والمهم هو استمرار المسار".
وأكد الدكتور رحال أن "الحداثة لا بد أن تكون بيئة أبنتها التي تنشأ فيها وحداثتنا تنطلق من بيئتنا الإسلامية وهذه أهمية الفكر الإسلامي المستنير في وجه الظلام"، موضحاً أنه "عندما تقارن بين ثلاثة من المفكرين فإنك تنجذب إلى شخصية أحدهم وهذا ما جرى مع الإمام محمد مهدي شمس الدين، ورغم ممارسة النقد تشعر أن المفكر الكبير يمسك بك حتى لو حاولت الهروب منه".
ولفت رحال إلى أن "النقاش الفكري شيء والالتزام بالسياسية الثابتة الصحيحة كي لا نعطي للغرب مطية للانقاض علينا شيء آخر، ويجب على كل باحث أن لا يقدم ذلك لناهبي الثروات لكي لا ينقلبوا على الأمة".
وقال إنه "في مقدمة الوعي الذي يقدمه مفكرون فإن أهم نقطة هو صراع قوة بين الغرب وبيننا وليس صراع أخلاق لأن الغرب عندما يواجهنا يضع أخلاقه جانباً ونحن متمسكون بمصالح الأمة"، مشيراً إلى أن "الأمة التي لا يكون لديها القوة فهي أمة ساقطة ومن هنا تأتي أهمية المقاومة ولولا المقاومة لم يكن لنا هوية ولسقطنا في الصراع في العالم .
وختم الدكتور رحال كلمته بتوجيه الشكر لـ دار الأمير التي نشرت الكتاب، وأقامت هذا الحفل.
لقطات مصورة للحفل:
|
عدد القراءات
3902 |
تعليقات القراء |
2 تعليق / تعليقات |
|
|